من الموت إلى الموت – محمود العكاد – اليمن

عَجبُ العُجابِ

نسيتُ أنّيَ مَيّتٌ

لمّا التَفَتُّ لمن يُكفنُ أضلعي

وحملتُ صوتيَ

كان يصرخُ بي فَمي

مُتْـنا

ويضحكُ لابتسامي

مَسمعي

أنا أضعلي قَبرٌ

وكُلّي مَأتمٌ

ودمي يَعود من الجهاتِ الأربعِ

من بينِ الآف النُّجومِ

سَقطتُ في هذا الدمار

وصِرتُ أفهمُ ما تعي

قلبي وجُرحُكَ شاعران

قصيدةٌ تكفي الأغاني

كي تنامَ بمضجعي

في جيبِ هَمّك

كُلّما دخل البُكا

خَرَجتْ يدٌ بيضاءَ تحملُ أدمعي

في عينكَ اليُمنى الغُصونُ

وطَائرٌ مِن عيني اليُسرى

إليكَ

سرى مَعي

عامان

تَشتعلُ الدفاترُ غُربةً

بيَدي

يَدُ الأيّامِ قَطّتْ إصبعي

وأنا

رَفعتُكَ كي تَكونَ مُضارعاً

فكَسرتَني

وَفَتَحتْ جُرحَ المَدمَعِ

والآن

تَرسمُ لَوحةَ المنفى على وَجعي

وتَصلبني بجذعِ تَوجّعي

من بعدِ إذنكَ يا نداء

ألم تَكُنْ

هذي البلادُ صدىً

لصوتِ الأذرعِ

من بعدِ إذنك يا بلاد

بداخلي شَعبٌ يَموت

وطَعنَةٌ لم تَهجعِ

محمود العكاد 🇾🇪

قصيدة: من الموت إلى الموت

اترك رد